قوة العقل الباطن
يمتلك الإنسان قوة عجيبة يمكن أن تدمره كما يمكن أن تنقذه ألا وهي قوة العقل الباطن ، هل كنت متحضراً لاختبارك بما يكفي ودرست جيداً لكنك شعرت بخوف توتر شديدين بحيث أنك لم تتقدم للإختبار بشكل جيد ؟ وهل سبق أن كانت دراستك سطحية والإختبار صعب ولكنك كنت واثقاً من نفسك متفائلاً ولم تفكر أبداً أنك ستفشل؟ونجحت!
لقد كنت انتسب لدورة لإعداد المدربين في الجامعة وكان الدكتور المحاضرفيها قد أفسح المجال للأعضاء المتقدمين في المجموعة أن يقدموا بعض المحاضرات ليتحدثوا عن مواضيع متنوعة ومن المواقف التي علقت في ذهني موقفاً ذكره أحد الطلاب. قال أنه كان في محاضرة مهمة وكان إذا أصيب بالصداع يفقد قدرته على التركيزكلياً وبالفعل أصابه صداع في تلك اللحظة، فقرر أن يقنع عقله أنه بخير وبأن رأسه لا يؤلمه وبدأ يتجاهل الصداع شيئاً فشئاً حتى تلاشى تماما ونجح في ذلك!!
عليك أن تدرك جيداً مدى تأثير عقلك الباطن عليك وعلى حياتك وعلى أدائك فابتعد عن اقناع عقلك بالأفكار السلبية الهدامة التي ستدمرك ، ولو أنك على سبيل المثال كنت تتمتع بقدر من الذكاء لكنك تقنع نفسك أنك غبي قد تتوقف عن الإبداع والتفكير والإهتمام بالدراسة لمجرد قناعة بنيتها بنفسك دون براهين وأدلة.
وإليك بهذه القصة العجيبة التي صادفتها في كتاب (نظرة إلى أعماق الإنسان) للدكتور محمد صبحي أبوغنيمة (ص98_ص100) : " ..طبيب عربي يسجل حادثا مشابهاُ مثل هذه الحوادث النادرة جرى للطبيب العربي الدكتور حسن أبو السعود، وقد أشار إليه في مجلة الهلال الغراء عدد أغسطس من عام 1957 تحت عنوان معجزة : ".........وفي يوم من الأيام اطلعت في إحدى النشرات الطببية على كلمة من نوع من الحقن لا أذكراسمها ، فقد اندثرت وبطل انتاجها وقيل عن هذه الحقن أنها علاج صالح لمرض السرطان .
وبادرت إلى شراء هذه الحقن وذهبت للمستشفى الإيطالي ورأيت أمامي مريضاً قد أشرف على الموت،فقد كان بادي الهزال شاحب اللون، غائر العينين،منسرق المفاصل لاحول له ولا قوة.وأحسست بألم ممض من أجله ، ولكني تذكرت الحقن التي أحملها في جيبي ، والتي كنت إذ ذاك أحسن أنها ستنقذه من براثن الموت، فابتسمت في وجهه ابتسامة الأمل وقلت له : لقد جئت لك بسر خطير فهل تعدني بكتمانه عن كل إنسان، فنظر إليَّ في دهشة ، ولعله كان يعجب كيف أفضي إليه بأسرار وهو في هذه الحال السيئة ، بل وهو مشرف على الموت ولكنه قال: قل ولا تخش شيئاً! فربت بيدي على جيبي وقلت له في صوت المؤمن بما يقول:لقد جئت إليك بالشفاء العاجل ، إنها حقنة عجيبة وأريد أن أعطيك هذا الدواء دون أن يعلم أي إنسان بأمره.إني أريد ان أفاجئهم بشفائك الذي سيثير دهشتهم . لقد كان غريقاً يهمه أن يجد ما يتشبث به،وهاك طبيب أمامه يقول له مثل هذا القول في صوت ملؤه الثقة الإطمئنان وقال بعد فترة صمت : -أواثق أنت من أنه دواء ناجح؟
- كل الثقة !
- إذن فلم الإبطاء؟
وشرعت من فوري في إعداد الحقة ، ثم وخزته بإبرتها وانتهت المهمة التي جئت من أجلها وقلت : غداً سأعطيك الحقنة الثانية .
ومرت أيام قليلة وبدت الدهشة واضحة صارخة على وجه الدكتور موكي رئيس المستشفى وهو يرى التحسن السريع الذي يزداد يوماً بعد يوم في حالة هذا المريض الميؤوس من شفائه، والذي كان ينتظر موته لحظة بعد لحظة ، وعجب وهو يرى تورد وجنتيه والتماع عينيه وإشراق وجهه وإقباله على الطعام وقيامه من فراشه وتحركه في غرفته . وصاح في وجهه ذات يوم وهو يراه واقفاً قبالته صحيحاً معافى : إنها معجزة ، إنها معجزة ولا شك!
ولقد كانت معجزة حقاً،ولم تكن المعجزة لأن الدواء ناجع حقاً في معالجة السرطان ، فقد جربت هذه الحقن مئات المرات في حالات السرطان وثبت فشلها ، فكفت المصانع عن إنتاجها ولكنها إرادة الله وحده هي التي أنقذت هذه المريض من الموت. إنها يد الله امتدت إلى هذا المريض فأنقذت حياته من براثن الموت وانتزعته انتزاعاُ رغم يأس الأطباء. ولقد توفي المرحوم الأستاذ مصطفى العناني بعد هذه الحادثة بعشربن عاماً ومات بسرطان الدم!!".
ومن خلال هذه القصة تجد أن عبارة الدكتورة ماثلة وواقعية : " الشفاء والداء من
الداخل "...
إن بحثت ف الكتب والإنترت ستجد قصص كثيرة على غرار هذه القصة، كما أن هناك الكثير من القصص لحوادث معاكسة بحيث أن الخوف قد أودى بحياة الكثيرين وأن السكتة والجلطة والأمراض أصابتهم بعد أن كانوا أصحاء لا يشكون من أي مرض لمجرد فكرة!
تعليقات
إرسال تعليق